دعبل الخزاعي(رضي الله عنه)(1)
اسمه وكنيته ونسبه
أبو علي، دِعبل بن عليّ بن رزين الخُزاعي.
ولادته
ولد(رضي الله عنه) عام 148ﻫ، ومن المحتمل أنّه مولود في الكوفة باعتباره كوفي.
صحبته
کان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد(عليهم السلام).
من أقوال الإمام الرضا(عليه السلام) فيه
قال(رضي الله عنه): «لمّا أنشدت مولاي الرضا(عليه السلام) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ** ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج ** يقوم على اسم الله والبركات
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل ** ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا(عليه السلام) بكاء شديداً، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذينِ البيتين»(2).
ولمّا بلغ إلى قوله:
«لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها ** وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا(عليه السلام): آمنك الله يوم الفزع الأكبر»(3).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره): «مشهور في أصحابنا»(4).
2ـ قال العلاّمة الحلّي(قدس سره): «حاله مشهور في الإيمان وعلوّ المنزلة، عظيم الشأن»(5).
3ـ قال الشيخ عبد الله المامقاني(قدس سره) : «فحسن حال الرجل وكونه من أجلاّء الشيعة وأشرافهم، ممّا لا ينبغي الريب فيه»(6).
شعره
كان(رضي الله عنه) قمّة في الشعر والأدب، فقد نعته ابن خلكان (ت:681ﻫ) بقوله: «كان شاعراً مجيداً»(7).
وقال السيّد محسن الأمين(قدس سره): «كان شاعراً مفلقاً فصيحاً»(8).
وكان من شعراء أهل البيت(عليهم السلام) المتجاهرين في الموالاة لهم، والمتبرئين من أعدائهم، فقد هجى الخلفاء والأمراء الذين يستحقّون الهجاء؛ بسبب سوء أفعالهم وأعمالهم من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام).
قيل له: لماذا تهجو مَن تخشى سطوته؟ قال: «إنّي أحمل خشبتي منذ خمسين سنة ولست أجد أحداً يصلبني عليها. وهذا أكبر دليل على جرأته وإقدامه على هجاء مَن يستحقّ الهجاء في نظره، ولو أدّى به إلى الصلب»(9).
ولمّا جاءه خبر موت المعتصم، وقيام الواثق مكانه قال:
«الحمدُ لله لا صبرٌ ولا جَلَدُ ** ولا رقاد إذا أهلُ الهوى رَقَدُوا
خليفةٌ ماتَ لمْ يحزنْ لُه أحدٌ ** وآخرٌ قامَ لم يفرحْ بهِ أحدُ
فمرّ هذا ومرّ الشؤم يتبعه ** وقامَ هذا وقامَ الويلُ والنكدُ»(10).
وقال في زمن المأمون وهو يهجو الرشيد المدفون تحت قدمي الإمام الرضا(عليه السلام):
«قَبرانِ في طوسِ خيرِ الناسِ كُلِّهِمُ ** وقبرُ شرِّهِمُ هذا من العِبرِ
ما ينفعُ الرِّجس من قُربِ الزَّكيِّ وما ** على الزَّكي بقرب الرِّجسِ من ضَررِ»(11).
دخوله على الإمام الرضا(عليه السلام) بمرو
دخل(رضي الله عنه) على الإمام الرضا(عليه السلام) بمدينة مرو، فقال له: «يا ابن رسول الله، إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك. فقال(عليه السلام): هاتها. فأنشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة ** ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهى إلى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية ** تضمنها الرحمن في الغرفات
قال له الرضا(عليه السلام): أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال(عليه السلام):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة ** توقد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتّى يبعث الله قائماً ** يفرّج عنّا الهمّ والكربات
فقال دعبل: يا ابن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس قبر مَن هو؟ فقال الرضا(عليه السلام): قبري، ولا تنقضي الأيّام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمَن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له»(12).
روايته للحديث
يُعتبر من رواة الحديث في القرن الثالث الهجري، فقد روى أحاديث عن الإمامينِ الرضا والجواد(عليهما السلام).
من مؤلّفاته
ديوان شعره، طبقات الشعراء، الواحد في مثالب العرب ومناقبها.
وفاته
تُوفّي(رضي الله عنه) ما بين عام 245ﻫ إلى عام 246ﻫ بنواحي الأهواز، ودُفن في مدينة شوش.
ـــــــــ
1. اُنظر: معجم رجال الحديث 8/148.
2. عيون أخبار الرضا 1/297.
3. المصدر السابق 1/294.
4. رجال النجاشي: 161.
5. خلاصة الأقوال: 144.
6. تنقيح المقال 26/327.
7. وفيات الأعيان 2/266.
8. أعيان الشيعة 6/401.
9. المصدر السابق 6/404.
10. تاريخ بغداد 14/17.
11. الأمالي للصدوق: 759.
12. عيون أخبار الرضا 1/294.