خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الشام
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لمّا أشخص هشام أبي إلى دمشق ، سمع الناس يقولون : هذا ابن أبي تراب !!
قال : فأسند ظهره إلى جدار القبلة ، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال :
( اجتنبوا أهل الشقاق وذرّية النفاق ، وحشو النار ، وحصب جهنّم عن البدر الزاهر ، والبحر الزاخر ، والشهاب الثاقب ، ونور المؤمنين ، والصراط المستقيم ، ( مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ) .
ثمّ قال بعد كلام : ( أبصنو رسول الله تستهزئون ؟ أم بيعسوب الدين تلمزون ؟ وأي سبيل بعده تسلكون ؟ وأي حزب بعده تتبعون ؟!
هيهات هيهات برز لله بالسبق ، وفاز بالفضل ، واستوى على الغاية ، وأحرز الخطار ، فانحسرت عنه الأبصار ، وخضعت دونه الرقاب ، وفرع الذروة العليا ، فكذّب من رام من نفسه السعي ، وأعياه الطلب ، فأنّى لهم التناوش من مكان بعيد ) .
وقال :
أقلّـوا أقلّـوا لا أبـاً لأبيــكم ** من اللوم بل سدّوا المكان الذي سدّوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البناء ** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا
فأنى يسد ثلمة أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ شفعوا ، وشقيقه إذ نسبوا ، ونديده إذ قتلوا ، وذي قرني كنزها إذ فتحوا ، ومصلي القبلتين إذ انحرفوا ، والمشهود له بالإيمان إذ كفروا ، والمبيد لعهد المشركين إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع لأسرار ساعة الوداع ) .