سفينة النجاة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


[منتديات سفينة النجاة ]
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الاخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الاخير Zov94658
عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 09/08/2013

وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الاخير Empty
مُساهمةموضوع: وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الاخير   وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الاخير I_icon_minitimeالثلاثاء 13 أغسطس - 20:32

تنبيه فيه دفع فرية واتّهام

قال السيّد محسن الأمين (قده) في أعيان الشيعة:وقد نشأت شبهة أن الشيعة يعتقدون بوجود المهدي في سرداب بسر من رأى من زيارتهم لذلك السرداب وتبركهم به وصلاتهم فيه وزيارة المهدي عليه السلام فيه فتوهّموا أنهم يقولون بوجوده في السرداب وتَقَوَّل بعضهم عليهم بأنهم يأتون في كل جمعة بالسلاح والخيول إلى باب السرداب ويصرخون وينادون يا مولانا اخرج إلينا، وقال: إن ذلك بالحلة ثم شنع عليهم تشنيعاً عظيماً ونسبهم إلى السخف وسفاهة العقل وهذا ليس بعجيب من تقوّلاتهم الكثيرة على الشيعة بالباطل، وهذا الذي زعمه هذا القائل لم نره ولم نسمع به سامع من غيره وإنما أخذه قائله من أفواه المتقولين أو افتراه من نفسه حتى أنه لم يفهم أن السرداب بسامراء لا بالحلّة. وسبب زيارة الشيعة لذلك السرداب وتبرّكهم به أنه سرداب الدار التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمد الهادي وابنه الحسن بن علي العسكري وإبنه الإمام المهدي عليهم السلام وتشرّف بسكناهم له وقد رويت للإمام المهدي عليه السلام فيه معجزة يأتي نقلها فيما نقلناه عن عبدالرحمن الجامي، ورويت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام فيه زيارة للمهدي عليه السلام فلذلك يزورونه فيه بتلك الزيارة ورويت فيه أدعية وصلوات يفعلونها فيه. وأضاف الحجّة الثبت الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه جنّة المأوى عند جوابه على سؤال قُدِّم إليه حول ذلك بقوله: سألت عن (المهديّ المنتظر) وقلت إنّ الشيعة يزعمون انّه دخل في سرداب في سامرّاء وتغيّب هناك... ويقفون في كلّ ليلة بعد صلاة المغرب بباب هذا السرداب فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، ثمّ ينفضّون ويرجئون الأمر إلى الليلة الآتية (انتهى).عجبت كيف تسألني عن هذه الخرافة؟ ونسيت ما قلته أنت ونقلته عنّا في صفحة من صفحات كتابك انّه (أي محمّد الحسين) لا يرضى عن الرجوع في تأريخ الشيعة إلى ما كتبه إبن خلدون (البربري) الذي يكتب وهو في افريقيا وأقصى المغرب عن الشيعة في العراق وأقصى المشرق، إنتهى.فهل نقلت الأسطورة الخرافية إلاّ عن إبن خلدون أو أمثاله؟ وهل وجدتها في شيء من كتب الشيعة؟ إذاً فارشدنا إليه أرشدك اللّه، هذا وقد قرأت في كتابنا (أصل الشيعة وأصولها) الذي نوهت أنت عنه في هذه الصفحة. نعم لا شكّ انّك قرأت في صفحة101 من الطبعة الثالثة المطبوعة عندكم في القاهرة ما نصّه: وقد أوضحنا غير مرّة أنّ من الأغلاط الشائعة عند القوم (أي عند السنّة) من سلفهم إلى خلفهم وإلى اليوم زعمهم أنّ الشيعة يعتقدون غيبة الإمام في السرداب؛ مع أنّ السرداب لا علاقة له بغيبة الإمام أصلاً، وإنّما تزوره الشيعة وتؤدّي بعض المراسيم العبادية فيه لأنّه موضع تهجّد الإمام وآبائه العسكريَّيْنِ، ومحلّ قيامهم في الأسحار لعبادة الحقّ ــ إنتهى. وأعجب من ذلك قضيّة الوقوف على باب السرداب والهتاف باسمه ودعوته للخروج، فإنّ سامراء من مشاهير مدن العراق، يقصدها كلّ يوم أو كلّ شهر، أو كلّ عام ألوف من أهل الأقطار النائية من مختلف العناصر والمذاهب، ومقام السرداب وبابه مفتوح لكلّ وارد انفتاح سائر المشاهد والمعابد، فمن ذا الّذي رأى الشيعة يقفون على بابه ويهتفون باسمه للخروج؟نعم السرداب مزار عند الشيعة ويقفون على بابه أيّ وقت شاؤا لا يختصّ بمغرب ولا غيره، ويسمّيه العوام أو بعض الخواصّ (الغيبة) لأن الإمام غاب في تلك الدار، وهي الّتي ولد ونشأ فيها، ويقفون على الباب يستأذنون للدخول شأن الوقوف على الأماكن المقدّسة، ويسألونه تعالى تعجيل الفرج برفع كابوس هذا الظلم عن العالم، وإقامة موازين القسط والعدل بظهور إمام يملؤها قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، ولا يختصّ السرداب بهذا الدعاء بل يدعون به في كلّ زمان وكلّ مكان وهذه إحدى الإفتراءات التي كانت الدعايات السوداء تنشرها عن الشيعة، وكنا نحسبها زالت أو تزول في هذا العصر الذي يسمّونه عصر النور ــ وهو أظلم العصور ظلماً وظلاماً ــ كنّا نحسبه عصر التمحيص وعصر الحقائق وإذا الناس تلك الناس والزمان ذلك الزمان وكل كتاب فجر الإسلام وكل كاتب أحمد أمين فلا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العظيم. (السادس والأربعون) ترك توقيت ظهوره وتكذيب الموقتين المدعين علمهم بذلك. (السابع والأربعون) تكذيب من ادّعى الوكالة والنيابة الخاصة عنه عليه السلام في زمان الغيبة الكبرى وذلك من ضروريات المذهب الذي يعرفون به وسيأتي مضافاً لما سبق مزيد من التوضيح لذلك في مطاوي كتابنا هذا. (الثامن والأربعون) أن تسأل اللّه عزّوجل أن يرزقك لقاء مولانا صاحب الزمان مقترناً بالعافية والإيمان. (التاسع والأربعون) القيام بالوظائف الشرعية وأداء التكاليف الدينيّة وإحياء كافة الشعائر المذهبيّة وتجنب جميع صور المعاصي والذنوب. (الخمسون) الإتيان بصلاته المخصوصة به كما ورد في مضانها المعتبرة وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة الفاتحة إلى >إيّاك نعبد وإياك نستعين< ثم تقول مائة مرّة >إيّاك نعبد وإيّاك نستعين< ثم تتم قراءة الفاتحة وتقرأ بعدها الإخلاص مرّة واحدة وتدعو عقيبها فتقول: >اللّهمّ عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وضاقت الأرض ومنعت السماء وإليك المشتكى وعليك المعوَّل في الشدَّة والرخاء. اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد الذين أمرتنا بطاعتهم وعجل اللّهمَّ فرجهم بقائمهم وأظهر إعزازه يا محمد يا علي يا علي يا محمد إكفياني فإنّكما كافياي، يا محمد يا علي يا علي يا محمد انصراني فإنّكما ناصراي، يا محمد يا علي يا عليّ يا محمد إحفظاني فإنكما حافظاي، يا مولاي يا صاحب الزمان الغوث الغوث الغوث أدركني أدركني أدركني الأمان الأمان الأمان. (الحادي والخمسون) التأهّب والإستعداد لنصرته وتحصيل ما يرتبط بذلك من العلم بالفنون الحربيّة وكيفيّة استعمال الأعتدة العسكرية. (الثاني والخمسون) الإمساك عن التمكين وبسط دولته إلاّ بعد الظهور وإعلان الإمام عليه السلام بنفسه طلب ذلك ولأهمية هذه الوظيفة نتوسّع فيها بعض الشيء فنقول:رويت من طرق الشيعة طائفة من الروايات المعتبرة تتعلق بموضوع إقامة دولة العدل في زمن الغيبة الكبرى وقد حامت الأوهام حولها إلى حدٍ أضحت فيه مستمسكاً يتذرع به ذووا الهمم الكاسِدَة والعزائم الخامدة للحيلولة دون نشأة أيّ بادرة تهدف إلى تطبيقها وإقرار أسسها وتثبيت جذورها وشكلوا انطلاقاً من هذا الوهم سداً منيعاً أمام تنامي مظاهر الحياة الفاضلة وسيطرة معالمها على شتّى نواحي الوجود الإنساني، وهذا المصير إنما صار إليه جمع عن غفلة من حقيقة أمرهم أو عن تعامي وتجاهل مُتَعَمَّدٍ وإلاّ فإنّ هذه المسألة في حدود إثباتاتها الشرعية ليست بالنحو الذي استطرقوه وبالمناهج التي ولوجوها بل ينبغي أولاً وقبل كل شيء التفريق بين مسألة أنّ إقامة دولة العدل كضرورة تبتني عليها آمال البشرية جمعاء في ضمن الحدود والموازين التي قررتها الشريعة الإسلامية ولو في ضمن الدولة المغايرة في الحكم إسلاميّاً بغضّ النظر عن أيّ أمر آخر وبين مسألة ضرورة التمهيد والتوطئة لتقبل اطروحة عصر الظهور وتنشئة الأجيال على الذوبان فيها بكلهم التي تتم تارة عبر تطبيق المسألة المتقدمة لا كمقدمة حتمية وأخرى عن طريق تنمية الوعي وتهذيب أصول الثقافة العامة وارهاف الحس الخلقي والروحي وبين مسألة السعي لتمكين الإمام المهدي عليه السلام بالثورة على العالم كله والسعي لإسقاط أنظمة الحكم فيها ومطالبته بالظهور والخروج على أثر ذلك. فأمّا المسألة الأولى فأدلّتها منفصلة تماماً عن مباحث المسألتين الأخريين وأبرز ما يقوّم جوهرها عبارة عن مجموعة أدلة مركبة من: 1ــ أدلة ضرورة إقامة دولة العدل الإلهي. 2ــ أدلة الجهاد. 3 ــ أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 4ــ أدلة لزوم القضاء والتصدّي لإشغاله لمن جمع الشرائط. 5 ــ أدلّة وجوب تطبيق الحدود وإقرار لوائح القصاص والعقوبات بأشكالها المختلفة. فأمّا الواجب من أقسام الجهاد بالإتفاق فأربعة أقسام: (أحدها) الجهاد لحفظ بيضة الدين إذا أراد أعداء اللّه تعالى مسّها بسوء وهمّوا بأن يجعلوا كلمتهم أعلا من كلمة الإيمان باللّه وأن يكون الشرع باسمهم مناقضاً لدين اللّه عزّوجل. (ثانيها) الجهاد لدفع العدوّ عن التسلّط على دماء المسلمين بالسفك وأعراضهم بالهتك. (ثالثها) الجهاد لدفع العدوّ عن طائفة من المسلمين التقت مع طائفة من الكُفّار فخيف من استيلائهم عليها. (رابعها) الجهاد لدفعهم عن ثغور المسلمين وقراهم وأرضهم أو لإخراجهم منها بعد تسلّطهم عليها بالجور أو لجبر بيضة المسلمين بعد كسرها وإصلاحها بعد فسادها والسعي في إنقاذ المسلمين وبلادهم من أيدي الكفرة باللّه عزّوجل. وهناك قسم خامس للجهاد وهو ابتداء الكفّار بجهادهم في سبيل دعوتهم إلى الإيمان باللّه عزّوجل وغزوهم لأجل ذلك في عقر ديارهم وبحبوحة قرارهم فهو ممّا لا يجوز عند الشيعة الإمامية إلا للنبيّ صلّى اللّه عليه وآله أو الإمام المعصوم أو المنصوب الخاص من أحدهما فلا يتولاّه الفقهاء النائبون عن الإمام أيام غيبته ولا غيرهم. وأمّا ما يتعلّق بضرورة إقرار أسس الشريعة الإسلامية في زمن الغيبة الكبرى فهو ممّا لا يسعنا هنا الإشارة إليه بتمامه لذا نقتصر في التمثيل له بكلام للمحدّث الفقيه المحقّق الفيض الكاشاني حيث يقول في كتاب مفاتيح الشرائع في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما لفظه:فوجوب الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البرّ والتقوى والإفتاء والحكم بين الناس بالحقّ وإقامة الحدود والتعزيرات وسائر السياسات الدينيّة من ضروريّات الدين وهو القطب الأعظم في الدين والمهم الذي ابتعث اللّه له النبيّين ولو تركت لعطلت النبوّة واضمحلّت الديانة وعمّت الفتنة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وخربت البلاد وهلك العباد نعوذ باللّه من ذلك. وأضاف المحقّق النجفي في جواهره بعد اسهابه في المقام بقوله: وبالجملة.. فالمسألة من الواضحات التي لا تحتاج إلى أدلة. وأمّا المسألة الثانية فقد تقدّمت الإشارة إليها كما أطنب السيّد محمد تقي الإصفهاني في كتابه مكيال المكارم تفصيل القول فيها بما لا مزيد عليه فلا نطيل الكلام عنها. وأمّا المسألة الثالثة فأوّل ما يلحظ من أدلّتها الأحاديث المصرحة بأهمية انتظار الفرج والتي منها ما رواه الصدوق في الإكمال بسنده عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله انه قال: أفضل الأعمال انتظار الفرج من اللّه عزّوجل.وما رواه فيه عن أمير المؤمنين عليه السلام:المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه.وما رواه الصدوق في الإكمال والنعماني في غيبته بسنديهما عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السلام انه قال: من مات منكم على هذا الأمر منتظراً كان كمن هو في الفسطاط للقائم عليه السلام.وما رواه النعماني بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام انه قال: ذات يوم ألا أخبركم بما لا يقبل اللّه عزّوجل من العباد عملاً إلاّ به، فقلت: بلى، فقال: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمداً عبده، والإقرار بما أمر اللّه والولاية لنا والبراءة من أعدائنا يعني الأئمة خاصة والتسليم لهم والورع والإجتهاد والطمأنينة والإنتظار للقائم عليه السلام، ثم قال: ان لنا دولة يجيء اللّه بها إذا شاء، ثم قال: من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه. وما رواه الصدوق في الإكمال عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الفرج؟ قال: إنّ اللّه عزّوجل يقول: >إنتظروا إنّي معكم من المنتظرين<.وما رواه عن الرضا عليه السلام من قوله: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول اللّه عزّوجلّ: >وارتقبوا إنّي معكم رقيب<، >فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين<، فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم. وأما ما يستند إليه في المقام فهو جملة من الروايات الّتي تضمّنت الأمر بالإمساك وعدم الدعوة إلى التمكين بالمعنى الّذي ألمحنا إليه ولا علاقة لها قط بما توهّمه القوم حولها، وهذا ما يتّضح لك جليّاً عند تصفّحها ملياً والنظر فيها بإمعان ودقّة.فمنها ما رواه النعماني في غيبته بسنده عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له عليه السلام: أوصني فقال: أوصيك بتقوى اللّه وأن تلزم بيتك وتقعد في دهماء هؤلاء الناس وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شيء واعلم أن لبني اميّة ملكاً لا يستطيع الناس أن تردعه وان لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها اللّه لمن يشاء منا أهل البيت، من أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى وإن قبضه اللّه قبل ذلك جاز له، واعلم أنه لا يقوم عصابة تدفع ضيماً أو تعز ديناً إلا صرعتهم البليّة حتى تقوم عصابة شهدوا بدراً مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لا يورّى قتيلهم ولا يرفع صريعهم ولا يداوي جريحهم، قلت: من هم؟ قال: الملائكة. وفيه أيضاً: عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: انه قال لي أبي عليه السلام لابدّ لنار من أذربيجان لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا اجلاس بيوتكم والبدوا ما ألبدنا فإذا تحرّك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً واللّه لكأنّي أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد وقال: ويل لطغاة العرب من شرّ قد اقترب. وروي عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال: >إتّخذوا صوامعكم بيوتكم وعضّوا على مثل جمر الغضا واذكروا اللّه كثيراً فذكر اللّه أكبر لو كنتم تعلمون<. وعنه أيضاً في نهج البلاغة ألزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم وهوى ألسنتكم ولا تستعجلوا بما لم يعجله اللّه لكم فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً ووقع أجره على اللّه فاستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله وقامت النيّة مقام إصلائه بسيفه فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً. وعن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم عليه السلام: الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكيّة واليماني، فقلت: جعلتُ فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا. وفي سند الصحيفة السجّادية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ما يخرج ولا يخرج منّا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلماً أو ينعش حقّاً إلاّ اصطلمته البليّة وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا<(95) وما رواه العلاّمة المجلسي في البحار عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة مُلك مؤَجّل واستعينوا باللّه واصبروا ان الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولنَّ عليكم الأمر فتقسو قلوبكم<(96). وأمّا ما دلّ على ذم المستعجلين بالتمكين والدعوة لبسط نفوذه قبل ظهوره فروايات منها ما رواه النعماني في غيبته بسنده عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ليس منّا أهل البيت أحد يدفع ضيماً ولا يدعو إلى حق إلاّ صرعته البليّة حتى تقوم عصابة شهدت بدراً لا يوارى قتيلها ولا يداوى جريحها، قلت: من عني أبو جعفر عليه السلام؟ قال: الملائكة. وعن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: إذا هلك الخاطب وزاغ صاحب العصر وبقيت قلوب تنقلب من مخصب ومجدب هلك المتمنون واضمحل المضمحلّون وبقي المؤمنون وقليل ما يكونون ثلاثمائة أو يزيدون وتجاهدمعهم عصابة جاهدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم بدرولم تقتل ولم تمت قال المحدث الخبير النعماني في ذيل هذا الحديث: قول أميرالمؤمنين عليه السلام وراغ صاحب العصر أراد صاحب هذا الزمان الغائب الرائغ عن أبصار هذا الخلق لتدبير اللّه الواقع، ثم قال: وبقيت قلوب تنقلب مخصب ومجدب وهي قلوب الشيعة المنقلبة عند هذه الغيبة والحيرة فمن ثابت منها على الحق مخصب، ومن عادل عنها إلى الضلال وزخرف المقال مجدب، ثم قال: هلك المتمنون ذماً لهم وهم الذين يستعجلون أمر اللّه ولايسلمون له ويستطيلون الأمد فيهلكون قبل أن يروا فرجاً ويبقى اللّه من يشاء أن يبقيه من أهل الصبر والتسليم حتى يلحقه بمرتبته وهم المؤمنون وهم المخلصون القليلون الذين ذكر انهم ثلاثمائة أو يزيدون ممّن يؤهله اللّه بقوّة إيمانه وصحّة يقينه لنصرة وليّه عليه السلام وجهاد عدوّه وهم كما جاءت الرواية عمّاله وحكامه في الأرض عند استقرار الدار ووضع الحرب أوزارها، ثم قال أميرالمؤمنين عليه السلام: تجاهد معهم عصبة جاهدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم بدر لم تقتل ولم تمت.يريد ان اللّه عزّوجل يؤيّد أصحاب القائم عليه السلام هؤلاء الثلاثمائة والنيف الخلّص بملائكة بدر وهم أعدادهم، جعلنا اللّه ممّن يؤهله لنصرة دينه مع وليّه عليه السلام وفعل بنا في ذلك ما هو أهله. وعن أبي المرهف قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: هلكت المحاضير، قال: قلت: وما المحاضير؟ قال: المستعجلون ونجا المقربون وثبت الحصن على أوتادها كونوا أحلاس بيوتكم فإن الفتنة على من اثارها وانهم لا يريدونكم بجائحة إلاّ أتاهم اللّه بشاغل لأمر يعرض لهم. وعن أبي بكر الحضرمي قال: دخلت أنا وأبان على أبي عبد اللّه عليه السلام وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى؟ فقال: اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح. وعنه عليه السلام أيضاً قال: كفّوا ألسنتكم وألزموا بيوتكم فإنه لا يصيبكم أمر تخصّون به أبداً ويصيب العامة ولا تزال الزيدية وقاءاً لكم أبداً. وعن عبدالرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام يوماً وعنده مهزم الأسدي فقال: جعلني اللّه فداك متى هذا الأمر فقد طال علينا فقال: كذب المتمنّون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون وإلينا تصيرون. وعن عبدالرحمن بن كثير أيضاً عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّوجل: >أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه< قال: هو أمرنا أمر اللّه عزّوجل لا يستعجل به يؤيّده ثلاثة أجناد الملائكة والمؤمنون والرعب وخروجه عليه السلام كخروج رسول اللّه عليه السلام، وذلك قوله تعالى: >كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ<. وفيه أيضاً بسنده عن أبي الطفيل عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام ان ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية: >يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا< فغضب علي بن الحسين عليه السلام وقال للسائل: وددتُ أن الذي أمرك بهذا واجهني به ثم قال: نزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك ذرّية من نسلنا المرابط، ثم قال: أما ان في صلبه يعني ابن عباس وديعة ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقواماً من دين اللّه أفواجاً وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد عليهم السلام تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم اللّه وهو خير الحاكمين. وعن يزيد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام في قوله عزّوجل: >اصبروا وصابروا ورابطوا< فقال: اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوّكم ورابطوا امامكم. وعن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: مثل خروج القائم منا أهل البيت كخروج رسول اللّه ومثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان. وعن جابر بن يزيد أيضاً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض أي لا تخرجوا على أحد فإنّ أمركم ليس به خفاء إلا أنها آية من اللّه عزّوجل ليست من الناس إلاّ أنها أضوء من الشمس لا تخفي على برّ ولا فاجر، أتعرفون الصبح فإنه كالصبح ليس به خفاء. ثم عقّب هذه الطائفة من الروايات الثقة النعماني بقوله:انظروا رحمكم اللّه إلى هذا التأديب عن الأئمة عليهم السلام إلى أمرهم ورسمهم في الصبر والكف والإنتظار للفرج وذكرهم هلاك المحاضير والمستعجلين وكذب المتمنّين ووصفهم نجاة المسلمين ومدحهم الصابرين الثابتين ونسبهم إياهم إلى الثبات الحصين على أوتادها فتأدّبوا، رحمكم اللّه بتأديبهم وامتثلوا أمرهم وسلموا لقولهم ولا تجاوزوا رسمهم ولا تكونوا ممّن أرداه الهوى والعجلة ومال به الحرص عن الهدى والمحجة البيضاء، وفّقنا اللّه وإياكم لما فيه من السلامة من الفتنة وثبتنا وإياكم على حسن البصيرة، وأسلكنا وإياكم الطريق المستقيمة الموصلة إلى رضوانه المسكنة سكنى جنانه مع خيرته وخلصائه بمنّه وإحسانه(97). عدم التمكين لا يستوجب القدح قال العلاّمة المجلسي في البحار في جواب من زعم ان كل من خفي عليه الإمام المهدي عليه السلام من الشيعة في زمان الغيبة الكبرى فهم مقصرون مذنبون ما نصّه:يلزم عليه أن لا يكون أحد من الفرقة المحقّة الناجية في زمان الغيبة موصوفاً بالعدالة، لأنَّ هذا الذنب الّذي صار مانعاً لظهوره عليه السلام من جهتهم إمّا كبيرة أو صغيرة أصرّوا عليها، وعلى التقديرين ينافي العدالة فكيف كان يحكم بعدالة الرواة والأئمّة في الجماعات، وكيف كان يقبل قولهم في الشهادات، مع أنا نعلم ضرورة أنّ كلّ عصر من الأعصار مشتمل على جماعة من الأخيار لا يتوقّفون مع خروجه عليه السلام وظهور أدنى معجز منه في الإقرار بإمامته وطاعته، وأيضاً فلا شكّ في أنَّ في كثير من الأعصار الماضية كان الأنبياء والأوصياء محبوسين ممنوعين عن وصول الخلق إليهم، وكان معلوماً من حال المقرّين أنّهم لم يكونوا مقصّرين في ذلك بل نقول: لمّا اختفى الرسول صلّى اللّه عليه وآله في الغار كان ظهوره لأميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه وكونه معه لطفاً له، ولا يمكن إسناد التقصير إليه فالحقّ في الجواب أنَّ اللّطف إنّما يكون شرطاً للتكليف إذا لم يكن مشتملاً على مفسدة فإنّا نعلم أنّه تعالى إذا أظهر علامة مشيّته عند ارتكاب المعاصي على المذنبين كأن يسوِّد وجوههم مثلاً، فهو أقرب إلى طاعتهم وأبعد عن معصيتهم، لكن لاشتماله على كثير من المفاسد لم يفعله، فيمكن أن يكون ظهوره عليه السلام مشتملاً على مفسدة عظيمة للمقرّين يوجب استئصالهم واجتياحهم، فظهوره عليه السلام مع تلك الحال ليس لطفاً لهم وما ذكره ــ رحمه اللّه ــ من أنَّ التكليف مع فقد اللطف كالتكليف مع فقد الآلة فمع تسليمه إنّما يتمّ إذا كان لطفاً وارتفعت المفاسد المانعة عن كونه لطفاً. وحاصل الكلام أنَّ بعد ما ثبت من الحسن والقبح العقليّين وأنَّ العقل يحكم بأنَّ اللطف على اللّه تعالى واجب، وأنَّ وجود الإمام لطف باتّفاق جميع العقلاء على أنَّ المصلحة في وجود رئيس يدعو إلى الصلاح، ويمنع عن الفساد، وانّ وجوده أصلح للعباد وأقرب إلى طاعتهم وأنه لابدَّ أن يكون معصوماً وأنَّ العصمة لا تعلم إلاّ من جهته تعالى وأنَّ الإجماع واقع على عدم عصمة غير صاحب الزمان عليه السلام يثبت وجوده. وأمّا غيبته عن المخالفين، فظاهر أنّه مستند إلى تقصيرهم وأمّا عن المقرّين فيمكن أن يكون بعضهم مقصّرين وبعضهم مع عدم تقصيرهم ممنوعين من بعض الفوائد الّتي تترتّب على ظهوره عليه السلام لمفسدة لهم في ذلك ينشأ من المخالفين أو لمصلحة لهم في غيبته بأن يؤمنوا به مع خفاء الأمر وظهور الشبه، وشدَّة المشقّة فيكونوا أعظم ثواباً مع أنَّ إيصال الإمام فوائده وهداياته لما يتوقّف على ظهوره بحيث يعرفونه، فيمكن أن يصل منه عليه السلام إلى أكثر الشيعة ألطاف كثيرة لا يعرفونه كما سيأتي عنه عليه السلام أنّه في غيبته كالشمس تحت السحاب. على أنَّ في غيبات الأنبياء دليلاً بيّنا على أنَّ في هذا النوع من وجود الحجّة مصلحة وإلاّ لم يصدر منه تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rescueship.yoo7.com
 
وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الاخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وظائف الشيعة في عصر الغيبة الكبرى الجزء الثاني
» وظائف الشيعة في الغيبة الكبرى الجزء الاول
»  متى بدات غيبة الإمام المهدي(عليه السلام) الكبرى
» روم سفينة النجاة واثبات عمر كسر ضلع الزهراء بجهود البطل المحاور اسد الشيعة نهدي العمل للشهيد حسن
» مباهلة الرافضي اســـد الشيعة البطل مع النواصب على اثبات ان عمر وعثمان وابو بكر وعائشة هم في النار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سفينة النجاة :: دور الشيعي في زمن الغيبة الكبرى-
انتقل الى: